ejadh – إجادة

التحول الوطني ومتطلبات سوق العمل

 الجمعية السعودية للفنيين ودورها في دعم متطلبات سوق العمل الجديدة:

 يبشر برنامج التحول الوطني في المملكة بخلق العديد من الفرص الوظيفية لجيل الشباب من الجنسين؛ مما يستدعي أن يتزامن مع هذا التحول النوعي تحول في المنظومة التعليمية لتتوافق مخرجاتها مع متطلبات السوق، إذ إن التباطؤ في توفير البديل المناسب من المنتج الوطني. ونعني به هنا شباب وشابات الوطن الذين هم نتاج العملية التعليمية. سيوجد فجوة كبيرة في سوق العمل المرتبط بمتطلبات الحياة اليومية للمجتمع؛ لخروج شريحة كبيرة من العمالة الوافدة التي ظلت مسيطرة لعقود طويلة على سوق العمل المهني والحرفي.

إن الفراغ الكبير الحادث في سوق العمل الحرفي والمهني اليوم يستلزم منا:

أولا: حملات تثقيفية ممنهجة عن أهمية العمل المهني موجهة لشرائح الشباب والشابات في المجتمع، والعمل على طمس النظرة الدونية لمن يمتهن العمل الحرفي والمهني.

ثانيا: مبادرات تتسم بالجدية والنوعية والتميز سواء من المعاهد التطبيقية والمهنية أو من رجال الأعمال المستثمرين في هذا المجال، لتوفير الدبلومات المهنية التي يتطلبها سوق العمل لسرعة الإحلال في تلك المجالات الشاغرة.

ثالثا: سن التشريعات والقوانين المنظمة لما يستحدث من مجالات مهنية وحرفية جديدة يطرق بابها الشباب لأول مرة.

  وهنا نجد بروز جمعية جديدة في فكرتها هي ” الجمعية السعودية للفنيين” ويرأس مجلس ادارتها المهندس عدنان خرشان والتي تهدف إلى أن تكون مظلة ينضوي تحتها الفنيون والمهنيون السعوديون من الجنسين من خلال توطين العمل الفني بدءاً بتوعية المجتمع بأهميته، وأنه أصبح من ضرورات المرحلة الراهنة، مرورا بسن اللوائح والأنظمة التي تحمي حقوق الفنيين والمهنيين وتساهم في تحقيق الأمان الوظيفي لهم، وانتهاء بإصدار التراخيص الخاصة بمزاولة المهنة بناء على اختبارات علمية مقننة.

لقد احتضنت الجبيل الصناعية- كونها قلعة البتروكيماويات في المملكة- مقر الجمعية وهو احتضان له ما يبرره حيث ينضوي تحت مظلة الشركات الصناعية عدد لا يستهان به من الفنيين السعوديين.

وإيمانا من الجمعية بأن النساء شقائق الرجال، وأنهما شركاء معا في قيادة دفة التغيير؛ عملت الجمعية منذ تأسيسها على إنشاء قسم نسائي ، تأكيدا منها للجميع بأن الفتاة صنو للفتى وشريك حقيقي له في تحقيق التنمية؛ لذا فإن من أولويات الجمعية السعي للتواصل مع أصحاب القرار للتوسع في مجال التعليم الفني والمهني للفتيات في المنطقة الشرقية وفقا للمهن التي يمكن أن تتميز فيها الفتيات.

إن الجمعية السعودية للفنيين بما لديها من كوادر أكاديمية متخصصة لتسعد بتقديم الدعم والمشورة في بناء الخطط والمناهج الدراسية في التخصصات المهنية وفقا لمتطلبات سوق العمل واعتمادا على المقارنات المرجعية في هذا المجال.

وسيعمل الفريق النسائي في الجمعية على ترقب افتتاح أول معهد فني للفتيات في الجبيل بحيث يوفر خيارات بديلة للفتيات مقابل التعليم العالي، على أن تضخ مخرجاته في مجالات وظيفية مناسبة لطموحات الفتيات ومتطلبات التنمية.

د. منى أحمد الرميح

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل